يتميز خلل التوتر dystonia بانقباضات عضلية لاإرادية تستمر لفترةٍ طويلةٍ وقد تُجبرُ الأشخاص على إتخاذ وضعيات غير طبيعية، فمثلًا، التسبب في التواء الجسم بأكمله أو الجذع أو الأطراف أو العنق.
قد ينجُم خلل التوتر عن:
•طفرةٍ جينية (يسمى خلل التوتر الأساسي primary dystonia)
•اضطراب أو دواء (يسمى خلل التوتر الثانوي secondary dystonia)
يمكن أن تُسبب الأدوية المُضادَّة للذهان وبعض الأدوية المستخدمة لتخفيف الغثيان أنواعًا مختلفة من خلل التوتر، بما في ذلك اغلاق الجفون والتواء العنق (الصعر التشنجي) أو الظهر، والتكشير وتجعيد الشفتين، وتَبارُز اللسان والتواء الذراعين أو الساقين.
تنقبض العضلات في الجزء المصاب من الجسم، مما يتسبب بتشوه وضعية ذلك الجزء من الجسم وتبقى متقلصة لفترة تتراوح بين عدة دقائق إلى ساعات.
قد يؤثر خلل التوتر في:
*جزء واحد من الجسم (خلل التوتر البؤري focal dystonias)
*جزأين أو أكثر من الجسم بجوار بعضهما بعضًا (خلل التوتر القِطعي segmental dystonias)
*جزأين أو أكثر ليسا بجانب بعضهما بعضًا (خلل التوتر مُتَعَدِّد البُؤَر multifocal dystonias)
*الجذع بالإضافة إلى جزأين مختلفين من الجسم (خلل التوتر المُعمم generalized dystonias)
خلل التوتر البؤري والقِطَعي:
يُصيب خلل التوتر البؤري جزءا واحدًا من الجسم،ويبدأ من بعد سن 20 إلى 30 عاماً عادةً، ولكنه يبدأ مبكراً في بعض الأحيان.
يُصيبُ خلل التوتر الجزئي العديد من أجزاء الجسم المجاورة لبعضها بعضًا؛
في البداية، قد تحدث التقلصات (التشنجات) بشكلٍ دوري أو بالتزامن مع نشاط معين.وقد تُحرض حركات معينة في الجزء المصاب من الجسم التشنجات، والتي قد تختفي في أثناء الراحة.على مدى أيام أو أسابيع أو سنوات عديدة، قد تصبح التشنجات متكررة بشكلٍ أكثر وقد تستمر في أثناء الراحة،وفي نهاية المطاف، قد يبقى جزء الجسم المصاب مشوهاً، وأحيانًا في موضعٍ مؤلم؛ونتيجةً لذلك، قد تحدث إعاقة شديدة عند الأشخاص.
خلل التوتر المُعمم Generalized dystonias:
يُصيبُ هذا النوع من خلل التوتر الجذعَ بالإضافة إلى جزأين مختلفين من الجسم.
تشخيص خلل التوتر:
يقوم الأطباء عادةً بتشخيص خلل التوتر استنادًا إلى الأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري.
إذا اشتبه الأطباء في أنَّ اضطراباً ما يُسبب خلل التوتر، فقد يقومون باختباراتٍ للتعرف إلى السبب، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
علاج خلل التوتر:
بالنسبة إلى خلل التوتر المعمم، يشيعُ استخدام مضاد للكولين (مثل تريهكسيفينيديل trihexyphenidyl أو البنزتروبين benztropine)،حيث تقلل هذه الأدوية من التشنجات عن طريق كبح نبضات عصبية محددة تمارس دورًا في التسبب بالتشنجات،ولكن تأثيرات مضادات الكولين لهذه الأدوية تنطوي أيضًا على التخليط الذهني والنعاس وجفاف الفم وتغيُّم الرؤية والدوخة والإمساك وصعوبة التبول وفقدان السيطرة على المثانة، وهي مشاكل مزعجة خُصوصًا عند كبار السنّ.عادةً ما يعطى أحد أدوية البنزوديازيبين benzodiazepine (مهدئ خفيف) مثل كلونازيبام clonazepam أو باكلوفين baclofen (مرخي العضلات) أو كليهما.
إذا كان خلل التوتر المعمم شديدًا أو لا يستجيب للأدوية، قد يستخدمُ الأطباءُ التحفيز العميق للدماغ،وللقيام بهذا الإجراء، تُزرع أقطاب كهربائية صغيرة جدًّا في العقد القاعدية (مجموعات من الخلايا العصبية تُساعِدُ على البدء بالحركات العضلية الإرادية وتنظيمها).تُرسِلُ الأقطاب الكهربائية كميات صغيرة من الكهرباء إلى المنطقة المحددة في العقد القاعدية التي تسبب خلل التوتر، وبالتالي تُساعد على تخفيف الأعراض.
يتحسن بعض الأشخاص، خُصوصًا الأطفال الذين يعانون من خلل التوتر المُستَجيب للدوبامين، بشكلٍ كبير عندما يُعالجون باستخدام الليفودوبا levodopa بالإضافة إلى كاربيدوبا carbidopa.
العلاج الطبيعيّ: يُساعد العلاج الطبيعي في علاج التوتر والتشنجات العضلية.