يتَّسِمُ الرقَص بحركات غير مُنتَظمة وقصيرة ومتكررة تكون لاإراديَّة وسريعة إلى حد ما، وهِي تبدأ في جزء من الجسم وتنتقلُ بشكل مفاجئ وغير متوقع وغالبًا بشكل مستمر إلى جزء آخر.يحدث الرقَص في الوجه والفم والجذع والأطراف عادةً.الكنع هو دفق مستمر من حركات لاإرادية مُتلوِّية وبطيئة،وهو يحدث في اليدين والقدمين عادةً.الزَفن الشِقِّيّ هو نوع من الرقَص ينطوي عادةً على حركات قذفيَّة لاإراديَّة عنيفة لذراعٍ أو ساقٍ،وتكون الحركات أوسع وأكثر شدَّةً من الرقَص.
الأسباب:
ينجم الرقص والكنع عن فرط في نشاط العقد القاعدية، أي جزء الدماغ الذي يُساعد على البدء بالحركات الإراديَّة وتنظيمها وتنسيقها والتي تنشأ عن النبضات العصبية من الدماغ.في معظم أنواع الرقَص، تحول كمية زائدة من الدوبامين، وهو الناقل العصبي الرئيسي المستخدم في العقد القاعدية، دُون أن تعمل العقد القاعدية بشكل طبيعي.تميلُ الأدوية والاضطرابات التي تزيد من مستويات الدوبامين أو تزيد من حساسية الخلايا العصبية للدوبامين، إلى أن تُفاقم الرقصَ والكنع.
يحدث الرقص والكنع في داء هنتنغتون Huntington، وهو اضطراب تنكسي وراثي.
كما قد يحدُث الرقص في الحالات التالية أيضًا:
•رقص سيدينهام Sydenham chorea (يُسمى أيضًا رقصة سانت فيتوس St. Vitus’ dance أو داء سيدينهام Sydenham disease)، وهُو مُضَاعَفة للحُمَّى الروماتيزمية (عدوى في الطفولة تسببها عقديات معينة)، ويتَّسِمُ بحركات نفضية لا يُمكن ضبطها ويُمكن أن تستمر لأشهر عديدة.
•اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة (الذئبة الحمامية الجهازية)
•فرط نشاط الغُدَّة الدرقية (فَرطُ الدَّرَقِيَّة hyperthyroidism)
•ارتفاع مستوى السكر في الدَّم (فرط سكَّر الدَّم hyperglycemia)
•وَرم أو سكتة في جزء من العقد القاعدية يُسمى النواة المذنبة caudate nucleus
مُتلازمات الأباعد الورميَّة (وهِيَ أعراض تنجم عن هرمونات تنتجها أنواع محددة من الأورام أو أجسام مُضادَّة يُنتجها الجهاز المناعيّ كاستجابةٍ منه للورم)
•الحمل، حيث يتسبب في حالة تسمى الرقص الحملي chorea gravidarum وهي تحدث في أثناء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولكنها تختفي من دون مُعالَجَة بعد فترة وجيزة من الولادة
•في حالاتٍ نادرةٍ، استخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم
•استخدام أدوية مُعيَّنة، مثل ليفودوبا عند أشخاص داء باركنسُون، والفينيتوين، و مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، والكوكايين.
بالنسبة إلى عدد قليل من الأشخاص، يُمكن أن تُسبب الأدوية المُضادَّة للذهان رقَصاً يُسمى خلل الحركة المتأخر tardive dyskinesia (يتَّسِمُ، على سبيل المثال، بتجعيد الشفتين واللسان أو الكَنَع الرَقَصِيّ).
قد يحدُث الرقَص أحيانًا عند كبار السن من دون سببٍ واضح،ويميل هذا الرقَص الذي يُسمى الرقص الشيخوخي، إلى التأثير في العضلات داخل الفم وحوله.
الأعراض:
ينطوي الرقص على اليدين والقدمين والوجه عادةً،وقد يتجعد الأنف وقد ترفرف العين باستمرار وقد يتحرك الفم أو اللسان باستمرار.لا تكون الحركات نظميَّة، لكنها تبدو وكأنها تنساب من عضلةٍ إلى أُخرى بجانبها وقد تظهر مشابهة للرَّقصِ.قد تندمج الحركات بشكلٍ غير ملحوظ في أفعال هادفة أو شبه هادفة، مما يجعل من الصعب التعرف إلى الرَّقَص أحيانًا.
يحدث الكنع في اليدين والقدمين عادةً،تتناوب الحركات المتلويَّة البطيئة غالبًا مع الإبقاء على أجزاء من الأطراف في وضعيات معينة، بحيث ينجم عن ذلك تدفق مستمر من الحركات البطيئة.
عندما يحدُث الرقص و الكنع معًا، تكون الحركات متلويَّة وتشبه الرقصَ وأبطأ مما هي عليه في الرقَص، ولكنها أسرع من الكنع.
وإذا كان سبب الرقص هو دواء، قد يكون من المفيد إيقاف الدواء، ولكن لا يزول الرقص دائمًا.
إذا كانت المرأة الحامل تعاني من حالة رقص شديد، فقد تُعالج بالباربيتورات barbiturates في أثناء فترة الحمل.ولكن بعد الولادة، يخفّ الرقص ويختفي في نهاية المطاف من تلقاء ذاته.
إذا كان الأشخاص يُعانون من الرقص والكنع، تميلُ المُعالجات التي تُساعد على التخفيف من أعراض الرقص إلى المُساعدة على تخفيف الكنع أيضًا.
قد تساعد الأدوية التي تُثبط عمل الدوبامين على ضبط الحركات غير الطبيعية،وتنطوي هذه الأدوية على مُضادَّات الذُّهان، مثل الفلوفينازين fluphenazine والهالوبيريدول haloperidol و الريسبيريدون risperidone.كما قد تكون الأدوية التي تقلل من كمية الدوبامين التي يجري إفرازها، مثل ريزيربين reserpine، وديوتيترابينازين deutetrabenazine، وتيترابينازين tetrabenazine، مفيدةً أيضًا.ولكن قد يكون التحسُّن محدودًا.