يتَّسِمُ خلل التوتر العنقي cervical dystonia بتقلصات لاإرادية (مستمرة بشكل مزمن)، أو بتشنجات دورية متقطعة في عضلات العنق، مما يؤدي إلى إلتفاف الرقبة بطرائق مختلفة.
وبما أنه يُسبب استدارة العنق، فيسمى أحيانًا الصعر التشنجي spasmodic torticollis (في اللاتينية، تشير البادئة “torti” إلى الانفتال، و “collis” إلى العنق).وهو أكثر أنواع خلل التوتر شيوعًا الذي يُصيب جزءاً واحداً فقط من الجسم.يكون السبب غير معروف عادةً، ولكن يحدث الصعر التشنجي عند بعض الأشخاص بسبب طفرة جينية،
يمكن أن يحدُث خلل التوتر العنقي:
•عند الولادة
•في وقتٍ لاحقٍ، وذلك بسبب اضطرابات عصبية مختلفة
•نتيجة استخدام الأدوية التي تكبح الدوبامين (مثل هالوبيريدول haloperidol وغيره من الأدوية المُضادَّة للذهان).
أعراض خلل التوتر العنقي:
قد تبدأ أعراض خلل التوتر العنقي في أي عمر ولكنها تبدأ عادةً بين سن 20 و 60 عاماً، وفي معظم الأحيان بين سن 30 و 50 عاماً.
تبدأ الأَعرَاض بشكلٍ تدريجيٍّ عادةً.وفي حالاتٍ نادرة، تبدأ بشكل مفاجئ وتتفاقم بسرعة.
وفي بعض الأحيان تبدأ الأَعرَاض بهز الرأس من جانب إلى آخر، كما لو أن الأشخاص يهزون الرأس كإشارة للرفض. قد تتقلص بعض عضلات العنق وتبقى متقلصة، أو قد تتقلص بشكلٍ متقطع وتُسبب إلتفاف العنق،وقد تكون التقلصات مؤلمةً.قد يلتف الرأس إلى جانب واحد أو يكون مشدوداً إلى الأمام أو الخلف،وفي بعض الأحيان يكون أحد الكتفين مرتفعاً.
تتراوح الأَعرَاض بين الخفيفة إلى الشديدة،وعادةً تتفاقم التشنجات ببطء على مدى سنة إلى خمس سنوات ثم تصل إلى ذروتها،وعند نَحو 10 إلى 20% من الأشخاص، تختفي التشنجات من تلقاء نفسها في غضون 5 سنوات من بدء الأَعرَاض.تكون التشنجات أكثر ميلاً للزوال عندما تكون خفيفةً وتبدأ في سن مبكرة،ولكنها قد تستمر طيلة الحياة وتحدُّ من الحركة وتُسبب التواءً دائمًا في الرأس والعنق، ويكون موضع الكتفين مشوهاً.
علاج خلل التوتر العنقي:
•طرائق العلاج الطبيعيّ:
يمكن لبعض طرائق العلاج الطبيعي أن تُخفف التشنجات بشكلٍ مؤقت أحيانًا،وقد يكون العلاج الطبيعي مفيداً من خلال تحسين المُرونة.كما قد يساعد المعالجون الأشخاص على التعرف إلى أية حركات تفاقم التشنجات وأية حركات تخفف منها.
قد يكون التدليك مفيد لبعضِ الأشخاص.
•حُقن ذِيفَان الوَشيقِيَّة botulinum toxin
•الأدوية:
الأدوية المُضادة للفعل الكوليني، مثل تريكسيفينيديل trihexyphenidyl
البنزوديازيبين benzodiazepine (مُسَكّن)، خُصوصًا كلونازيبام clonazepam
الباكلوفين baclofen (مُرخي للعضلات)
الكاربامازيبين (أحد مضادَّات الاختلاج)
تُعطى الأدوية المضادة للفعل الكوليني نظرًا لتأثيراتها، والتي يمكن أن تقلل من التشنجات.ولكن، تُسبب هذه الأدوية أيضًا تأثيرات جانبية أخرى مُزعجة، مثل التَّخليط الذهنِي والنعاس وجفاف الفم، والتي قد تحد من استخدامها.
يجري البدء باستعمال جميع هذه الأدوية بجرعات منخفضة.ينبغي زيادة الجرعات إلى أن تتم السيطرة على الألم أو تصبح الآثار الجانبية غير محتملة.يزداد احتمال التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية بشكل خاص عند كبار السن.