صداع الشقيقة migraines هو ألم نابض يتراوح بين المتوسّط إلى الشديد عادةً،ويمكن أن يؤثر في جانب واحد من الرأس أو الجانبين معًا.غالبًا ما يتفاقم بسبب النشاط البدني، أو الضوء، أو الأصوات أو الروائح؛ ويصاحبها غثيان وتقيُّؤ وحساسية للأصوات أو الضوء أو الروائح.
على الرغم من أن الشقيقة يمكن أن تبدأ في أي عمر، فهي تبدأ عادةً في أثناء البلوغ أو بعد البلوغ؛وبالنسبة إلى معظم الأشخاص، تتكرر نوبات الشقيقة بشكلٍ دوري (أقل من 15 يومًا في الشهر).
بعدَ عمر 50 عامًا يُصبح الصُّدَاع غالبًا أقل شدّة بشكلٍ ملحوظ أو يزول بشكلٍ كاملٍ عادةً.
تُعدُّ الشقيقة أكثر شيوعًا عند النساء بثلاث مرَّات..
قد تكون الشقيقة مزمنةً،أي أنها تحدث كل 15يومًا أو أكثر في الشهر،وغالبًا ما تحدث الشقيقة المزمنة عند من يفرطون في أخذ الأدوية لمعالجة نوبات الشقيقة.
تميل الشقيقة إلى أن تسري بين العائلات؛حيثُ أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة يكون لديهم أقارب مُصابون بها أيضًا.
أسباب صداع الشقيقة:
تحدث الشقيقةُ عندَ الذين يكون جهازهم العصبي أكثر حساسية من الأشخاص الآخرين؛وبالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص، يَجرِي تنبيه الخلايا العصبية في الدماغ بسهولة، مما يُنتج نشاطًا كهربائيًا،ومع انتشار النشاط الكهربائي في الدماغ، تضطرب وظائفُ مختلفة بشكلٍ مؤقت مثل الرؤية والإحساس والتوازن وتناسُق العضلات والكلام.هذه الاضطرابات تُسبّب الأَعرَاض التي تحدث قبل الصُّدَاع (تسمى الأَورَة aura).يحدث الصُّدَاعُ عند تنبيه العصب القحفيّ الخامس (الثُّلاَثِيُّ التَّوائِم trigeminal)،يرسل هذا العصب نبضات (بما في ذلك نبضات الألم) من العينين وفروة الرأس والجبين والجفنين العلويين والفم والفك إلى الدماغ.عندَ تنبيهه، قد يطلق العصبُ موادّ تسبّب التهابًا مؤلمًا في الأوعية الدموية في الدماغ (الأوعية الدموية الدماغية) وطبقات النُّسُج التي تغطي الدماغ (السحايا).يُسبّب الالتهابُ الصُّدَاع النابض والغثيان والتقيؤ والحساسية للضوء والصوت.
يبدو أنَّ هرمون الإِسترُوجين، وهو الهرمونُ الرئيسي عند الإناث، يؤدي إلى تحريض الشقيقة، وربما يفسّر السبب في أن نوبات الشقيقة تكون اكثرَ شيوعًا عندَ النساء.من المحتمل أن يجري تحريضُ نوبات الشقيقة عندما تزداد مستوياتُ هرمون الإِسترُوجين أو تتقلّب.في أثناء سن البلوغ (عندما تزداد مستويات الإِسترُوجين)، تُصبح الشقيقة أكثرَ شُيُوعًا عندَ البنات بالمقارنة مع الأولاد. تحدث نوباتُ الشقيقة عندَ بعض النساء قبل الطمث مباشرةً أو في أثناء الطمث أو بعده مباشرةً.غالبًا ما تحدث نوبات الشقيقة بشكلٍ أقل وتُصبِح أقل شدةً في الثلث الأخير من الحمل عندما تستقر مستويات هرمون الإستروجين بشكلٍ نسبيّ، وهي تتفاقم بعد الولادة عندما تزداد مستويات هرمون الإستروجين بشكلٍ سريع.مع اقتراب سن اليأس (عندما تتقلّب مستويات هرمون الإِسترُوجين)، يُصبِح من الصعب ضبط نوبات الشقيقة.
قَد تُؤدِّي وسائلُ منع الحمل الفموية (التي تحتوي على الإِسترُوجين) والعلاج بهرمون الإِسترُوجين إلى تفاقم نوبات الشقيقة؛ ويمكن أن تزيدَ من خطر السكتة عندَ النساء اللواتي يُعانينَ من الشقيقة مع الأَورَة.
من المحرِّضاتُ الأخرى:
•نقص النوم، بما في ذلك الأرَق
•التغيّرات في الطقس،
•النبيذ الأحمر
•أطعمة معيّنة
•الجوع (كما هيَ الحالُ عندَ إغفال الوجبات)
•التنبيه المفرط للحواس (على سبيل المثال، عن طريق الأضواء الساطعة أو الروائح القوية).
تؤدي إصاباتُ الرأس أو ألم العنق أو وجود مشكلة في مفصل الفك (اضطراب المَفصِل الصدغي الفكي) إلى تحريض نوبات الشقيقة أو تفاقمها أحيانًا.
الشَّقيقة العائليَّة المترافقة مع فالج، وهي نوع فرعيّ نادر من الشقيقة، تُسبب الضعف على جانب واحد من الجسم.
أعراض صداع الشقيقة:
يشعر مرضى الشقيقة عادةً بألم نابضٍ في جانب واحد من الرأس، ولكن يُمكن ان يحدثَ هذا الألم في جانبي الرأس معًا؛وقد يكون الألم متوسطًا، ولكنه غالبًا ما يكون شديدًا ويُسبب العجزَ.قد يؤدي النشاط البدني والضوء الساطع والضجيج العالي وبعض الروائح إلى تفاقُم الشقيقة،وتجعل هذه الحساسية الزائدة العديدَ من الأشخاص يَنْزوون في غرفةٍ مظلمةٍ وهادئة، ويستلقون وينامون إن أمكنهم؛وتهدأ نوباتُ الشقيقة في أثناء النوم عادةً.
غالبًا ما يترافق الصداعُ مع غثيان، وأحيانًا مع تقيُّؤ، وحساسية للضوء، أو الأصوات أو الروائح.وقد يعاني من صعوبة في التركيز والتذكر.
تستمرّ نوباتُ الشقيقة من ساعات إلى بضعة أيام (4 ساعات إلى عدة أيام عادةً).يمكن أن تسبّب النوباتُ الشديدة عجزًا، وتخلّ بالحياة العائليّة والعمل.
تحدُث البَادِرَة prodrome قبل نوبات الشقيقة غالبًا؛والبَادِرَة هي الأحاسيس التي تحذر الأشخاص من أن نوبةً على وشك أن تبدأ،وقد تنطوي هذه الأحاسيسُ على تغيّرات المزاج ونَقص الشَّهية والغثيان.
تسبق الأَورَة نوبات الشقيقة عندَ نَحو 25% من الأشخاص؛وهي تنطوي على اضطراباتٍ مؤقّتة وقابلة للشفاء في الرؤية أو الإحساس أو التوازن أو التناسُق العضلي أو الكلام.قد يرى المرضى أضواءً مُسنَّنة برَّاقة أو وامِضة أو تظهر لديهم نقطة عمياء بحواف مُومِضة flickering edges.في حالات أقلّ شيوعًا، يشعر الأشخاص بالوخز أو يعانون من فقدان التوازن أو ضعف في ذراعٍ أو ساقٍ أو صعوبة في التحدّث.تستمرّ الأَورَة مدة تتراوح بين دقائق إلى ساعة قبل أن يبدأ الصُّدَاع، ويمكن أن تستمرّ بعده،تحدث الأَورَة عندَ بعض الأشخاص، ولكنهم يُعانون فقط من صداع خفيف أو لا يحدث صداع لديهم؛
تُصبِح نوبات الشقيقة أقلّ شدَّة مع التقدم في العمر عادةً.ولكنَّ الأورة التي تؤثِّر في الرؤية من دون صداع تحدث بشكلٍ أكثر تكرارًا عند كبار السن.
تشخيص صداع الشقيقة:
•يُشخصُ الأطباءُ نوبات الشقيقة عندما تكون الأعراض نموذجيةً، وعندما تكون نتائج الفحص البدني (الذي ينطوي على الفحص العصبي) طبيعية.
•التصوير المقطعي المُحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي أحيانًا.
الوِقايةُ من صداع الشقيقة:
قد يفيد أخذ الأدوية الوقائية الأشخاص الذين يأخذون مسكّنات الألم أو أدوية أخرى للشقيقة مرّات عديدة على أخذ هذه الأدوية بشكلٍ أقل، وهذا ما يساعد على تجنّب صداع فرط استعمال الأدوية.
*يجري غالبًا استخدام حاصرات بيتا، مثل بروبرانولول propranolol، خُصوصًا عندَ من يُعانون من القلق أو دَاء الشِّريَان التاجي.
*إعطاء عقار توبيرامات المضاد للصرع للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، لأنه يمكن أن يعزز لإنقاص الوزن.
*يمكن أن يُساعد مُضادُّ الاِختِلاج ديفالوبركس divalproex على استقرار الحالة المزاجية، وقد يكون مفيدًا إذا كان الصداع النصفي يجعل الأداء صعبًا
*قد يُعطى أميتربتيلين Amitriptyline للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو الأرق.
*يمكن استعمال دواء أونابوتولينوم توكسين أ Onabotulinumtoxin A (يستخدم لإحصار النشاط العصبي) أو الأدوية الحديثة (مثل ديفالبروكس divalproex والأجسام المضادة أحادية النسيلة) عندما تكون الأدوية الأخرى غير فعالة.
*الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (مثل إرينوماب erenumab، أو فريمانيزوماب fremanezumab، أو غلاكانيزوماب galcanezumab) في حال كانت الأدوية الأخرى غير فعَّالة.
تعيق الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، المُعطاة عن طريق الحقن، عمل مادة يمكن أن تُحرِّض الشقيقة.
علاج صداع الشقيقة:
يُشجع الأطباءُ الأشخاص على الاحتفاظ بمذكرة يومية عن الصداع،حيثُ يُدونون فيها عددَ وتوقيت النوبات والمُحرضات المحتملة واستجابتهم إلى المُعالَجة،وبتوفر هذه المعلومات، يمكن التعرّفُ إلى المحرِّضات والتخلص منها قدرَ الإمكان.وبعدَ ذلك، يمكن للأشخاص المشاركة في المعالجة التي يتلقونها عن طريق تجنّب المحرضات، كما يمكن للأطباء تخطيط وضبط المعالجة بشكل أفضل..
الأدوية:
•التريبتانات، حيث تستخدم هذه الأدوية (5-هيدروكسي تريبتامين أو السيروتونين أو المُنْهِضات agonists) عادةً (.تمنع التريبتانات الأعصابَ من إطلاق المواد التي يمكن أن تُحرِّض نوبات الشقيقة،وهي أكثر فعاليةً عندما تؤخذ مع بدء النوبة؛ويمكن أخذها عن طريق الفم أو عن طريق رذاذ أنفي، أو يُمكن حقنها تحت الجلد (تحت الجلد).
الديتانات Ditans هي فئة جديدة من الأدوية التي يمكنها إيقاف الصُّدَاع.وهي تعمل مثل التريبتانات، ولكن قد يكون لها تأثيرات جانبية أقلّ تشمل القلب (مثل التغيّرات في ضغط الدم أو سرعة القلب).يعدُّ اللازميديون Lasmiditan، الذي يُؤخَذ عن طريق الفم، الوحيد الذي يُستخدَم حاليًا من بين تلك الأدوية.ويجب تجنُّب استعمال أكثر من جرعة واحدة من اللازميدان في غضون 24 ساعة.
كما أنَّ الجيبانات Gepants هي فئة جديدة أخرى من الأدوية التي يمكن أن تجهض الصُّدَاع.تمنع الجيبانات بروتينًا في الدَّم يُحرِّضُ الشقيقة.تُستعمَل هذه الأدوية عن طريق الفم.
ثنائي هيدروأرغوتامين، وهوَ يعطى عن طريق الوريد وتحت الجلد وعن طريق رذاذ أنفي لإيقاف نوبات الشقيقة الشَّديدة والمستمرة.يجري إعطاءُ ثنائي هيدروأرغوتامين مع دواء يستخدم لتخفيف الغثيان (مُضادّ للقيء antiemetic) عادةً، مثل بروكلوربيرازين prochlorperazine، عن طريق الوريد.
عندما تكون نوباتُ الشقيقة شديدةً، يمكن أن تساعدَ السوائلُ التي تعطى عن طريق الوريد على تخفيف الصُّدَاع، وتجعل الأشخاص يشعرونَ بتحسّن، خُصوصًا إذا كان لديهم تجفاف بسبب التقيُّؤ.
تُستخدَم أدوية أخرى للوقاية من صداع الشقيقة وقد تُقلل من توتر وشدة الأعراض.وهي تشتمل على ما يلي:
•الأدوية المضادة للاختلاج
•حاصرات بيتا Beta-blockers
•حاصراتُ قنوات الكالسيوم
•الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (مثل إيرينوماب erenumab، وفريمانيزوماب fremanezumab، وغالكانيزوماب galcanezumab).