يُؤثِّرُ طيف اضطراب التهاب النخاع والعصب البصريّ في الأعصاب في العينين والحبل الشوكيّ بشكلٍ رئيسي، ممَّا يتسبَّب في تضرُّر أو تخريب بقع الميالين (المادة التي تغطي معظم الألياف العصبية) والألياف العصبية تحتها.
أعراض المرض:
يسبب طيف اضطراب التهاب النخاع والعصب البصريّ التهابًا في العصب البصريّ optic neuritis،وقد تتأثُّرُ عينٌ واحِدةٌ أو العينان معًا.يسبب هذا الاضطراب نوبات ألم في العين وتُصبح الرؤية معتمة أو متغيمة أو ضعيفة.
وبعد مرور أيام إلى أسابيع (أعوام أحيانًا)، تتأثر الأطراف.وقد يفقد المرضى الإحساس مؤقَّتا،ويمكن أن يُعانوا من تشنجات عضلية مؤلمة، وقد تصبح الأذرع والسيقان ضعيفة، ومشلولةً في بعض الأحيان.قد يكون المرضى غير قادرين على ضبط عملية التبول (السلس البوليّ) وعملية التبرُّز (سلس البراز).
يعاني بعض الأشخاص من فُواق hiccups لا يتوقَّف (فُواق مستمر أو يتعذر علاجه) أو غثيان وتقيُّؤ.
بالنسبة إلى بعض الأشخاص، يحدث التهابٌ في الجزء الذي يضبطُ التنفُّس من الحبل الشوكيّ، ممَّا يُؤدِّي إلى صُعوبة في التنفس تُشكل تهديدًا للحياة.
يستفحِلُ طيف اضطراب التهاب النخاع والعصب البصريّ بشكلٍ مختلف عند كل شخص.ومع استفحال الاضطراب، قد يُعاني الأشخاص من تشنُّجاتٍ عضلية مُؤلمة ومتكررة وقصيرة.وفي نهاية المطاف، قد تُصبِحُ مشاكل مثل العمى وضعف الإحساس وضعف العضلات في الأطراف وخلل في عمليتي التبول والتتبرز واضحةً.
التشخيص:
لتشخيص طيف اضطراب التهاب النخاع والعصب البصريّ، يقومُ الأطباءُ بتقييم الجهاز العصبي (الفحص العصبي) في أثناء الفَحص السَّريري،ويتفحصون العصب البصري باستخدام منظار العين .
تنطوي الفحوصات عادةً على التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ لاستبعاد التصلُّب المتعدِّد،يستخدِمُ الاطباءُ تصوير الحبل الشوكي بالرنين المغناطيسي و الاستجابات المُحرَّضة للمُساعدة على تأكيد تشخيص الإصابة بطيف اضطراب التهاب النخاع والعصب البصريّ.
عند استخدامهم اختبار الاستجابات المُحرَّضة لتشخيص طيف اضطراب التهاب النخاع والعصب البصريّ، يستخدم الأطباء مُنبِّهات للضوء (مثل ضوء وميضيّ) لتنشيط مناطق مُعيَّنة من الدِّماغ؛ثمَّ يستخدمون تَخطيطُ كَهرَبِيَّةِ الدِّماغ electroencephalography للتَّحرِّي عن الاستجابة للمنبِّهات.استنادًا إلى هذه الاستجابات، يستطيعُ الأطباءُ تحديد مدى كفاءة وظيفة العصب البصري.
قد يستخدم الأطباء اختبارات الدم للتحري عن أضداد نوعيَّة لبروتين أكوابورين 4 والبروتين السكري الدبقيّ قليل التغصن المياليني myelin oligodendrocyte glycoprotein، وذلك للتفريق بين طيف اضطراب التهاب النخاع والعصب البصريّ والتصلُّب المتعدِّد.
طرق العلاج:
لا يوجد شفاء من طيف اضطراب التهاب النخاع والعصب البصريّ،ولكن، تستطيعُ المعالجات إيقاف النوبات وضبط الأَعرَاض والوقاية من عودة النوبات.
يجري استخدام ستيرويد قشري (مثل ميثيل بريدنيزولون methylprednisolone) ودواء يكبح جهاز المناعة (مثبط للمناعة، مثل الآزاثيوبرين azathioprine)، لإيقاف حدُوث النوبات والوقاية منها غالبًا.
قد يجري استخدَام ريتوكسيماب rituximab
يمكن أن يُفيد إيكوليزوماب Eculizumab (جسم مضاد أحادي النسيلة آخر) في بعض الأحيان.يُثبِّط هذا الدواء مُتمِّمةً هِيَ إحدى مكونات الجهاز المناعي.تنطوي التأثيرات الجانبية لهذا الدواء على التهاب السحايا بالمكورات السحائية الذي يُهدِّدُ الحياة، والالتهاب الرئوي والعدوى في السبيل التنفسيّ العلويّ والصُّداع.يقوم الأطباءُ عادةً بإعطاء الأشخاص اذلين يأخذون دواء الإيكوليزوماب لقاح المكورات السحائية ويراقبونهم عن كثب.
يمكن استعمال ساتراليزوماب satralizumab، وإنبيليزوماب anebilizumab (كلاهما من الأجسام المُضادَّة وحيدة النسيلة) لعلاج اضطراب طيف التهاب العصب والنخاع البصري عند وجود أضداد أكوابورين-4.يخضع الأشخاص الذين يستعملون هذه الأدوية للمراقبة الدقيقة للعدوى، مثل عدوى السبيل البولي والعدوى التنفسية.
قد يكون تبادُل البلازما مُفيدًا للأشخاص الذين لا يستجيبون للستيرويدات القشريَّة.للقيام بهذه المعالجة، يُسحب دم من الشخص الدَّم ويجري استبعاد الأضدَّاد الشَّاذَّة منه، ومن ثمَّ يُعاد الدّم إلى الشخص .
تكون معالجة الأَعرَاض مشابهةً لمعالجة أعراض التصلُّب المتعدِّد.وقد يُخفِّف استعمال الباكلوفين أو التيزانيدين من شدَّة التشنجات العضلية.